جالساً متأملاً أفكر وعيني صوب موج البحر وضعت نظارتي السوداءوهاتفي على الطاولةأشعلت سيجارتي ودخانها الذي ينفث مع كل ارتشافةمن قهوتي السادة فى منتدى بكورنيش إسكندرية الذي يفوح منه عَبق رائحة البحر عَبق يغزو جسدي وفكري وروحي وقلبي فكلما دَنوت منه كانت تجذبني عنوة ذات الرائحة فأستدعي معها ذكريات قصة الأمس وحكايتي معها فقد سافرت بي الذكريات القديمة التي لم يتبقى منها سوي بعض الرحيق بيننا جسر وصال يربطنا بذياك الرحيق. تذكرنا كل لحظة حب كل إبتسامة كل كلمة كل فرحة بأعيننا حتى لحظات خصامنا تـُذكرنا بالحلم الأعظم مشهد رائع مر بمخيلتي وانا أنتظر حضورها بعد زمن طويل كان الفراق هو بطل تلك الحكاية لمحتها تنزل من سيارتها الفيراري بالضفة الأخرى من المُنتدى تعبر هي الطريق تتهادى بخُطُوات الواثق المقتدرِ المحتكمِ الجبار إتجاه مجلسي فكان حضورها الطاغي وحـُسنها الظالم يكاد يزلزل الأرض وكأن الارض واقفةٌ تنادي بالأسحار ألا من عاشقين ينظرون كيف خُلقت؟ إلا من نجوم وكواكب يهبطون من السماء ليروا شُعاع يملئ مدار الكون غيرهم ؟ هل للقمر أن يهبطَ ليرىَ ويعترف أن ها هنا إمرأة هي سيدة الاقمار ، وأراد البحر مداعبتها فأرسل نسائمه إليها فتتطايرت بعض خصلات من شعرها صوب البحر وكأنها تخبر كل الناس والمارة هنا ثورة أنوثة تحاصر المكان فالكل تجمد تسمر تصلب ينظرون جميعاً كيف صنع هذا الجمال؟ أقتربت هي من طاولتي وقلبي كاد ينخلع من بين ضلوعي وجلست وأشرت للنديم(جرسون) فجاءمسرعاً على غير عادته يبدو انه أراد تأمل ذياك الجمال .طلبت أنا قهوتي السادة ثم طلبت لها قهوةمضبوطةكعادتها بدأنا الحديث عن شغفها القديم والأزلي دائماً بالتحرر وبأخر خطوط الأزياء والموضة العالمية وولعها بالسينما والمسرح..ثم حدثتها.. كيف أني مازلتُ غارقاً فى كتاباتي وخواطري وأشعاري وقصصي القصيرة ورواياتي الطويلة ؟ ثم أنتقلنالحديث الروح والحب والذكريات القديمة والأماكن وعن همس المشاعر وأحلام اليقظة وأحلام الكرى تحدثنا وأسهبنا وطال الحديث ضحكنا كثيراً وإبتسمنا مع كل لحظة فيها ذكرى جميلة فلم نشعر بالوقت من متعة الحديث وفي تلك الأثناء لفت نظري همس أولئك الندماء (جرسونات) ونظرات سخرية مريبة نحونا ، أشرت لأحدهم وقد سألته ما الخطب ؟ ولماذا تلك النظرات ؟ فقال: سيدي منذ حضورك وانت تّتحدث مع نفسك منذ لحظة وصولك وطلبت مني فنجانين قهوةوأنت تجلس وحيداً أنتبهت واستعدتُ ذاكرتي المفقودة نعم لقد رحلت منذ سنين نعم الذكرى مازالت تحيا في روحي لاتموت..لاتموت..أنتبهت بعد مازال الرحيق.. وأفقت وياليتني لم أفيق لم أفيق لحظة يقظة أطاحت بأحلام الغريق .. وتولى الليل والليل صديق ..